العام الأول لأخنوش على رئاسة (RNI) رجل المرحلة بإمتياز

العيون الان
بقلم: السيكي محمد
بعد مرور سنة من الأن انتخب المؤتمر الاستثنائي لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش زعيم ل(Rni )، وبأغلبية كبيرة ، رئيسا للحزب ، خلفا لصلاح الدين مزواز المستقيل، خرج أحد القياديين بحزب التجمع ليقول للصجفيين إن أخنوش هو “رجل المرحلة”، ويقصد بطبيعة الحال، مرحلة ما بعد الإنتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر لسنة الماضية.
والمتتبعون عن قرب للشأن السياسي المغربي كانو يجزمون القول ، إن المرحلة القادمة التي يستعد المغرب لخوض غمارها ، مع الدخول السياسي الذي تميز به شهر أكتوبر الماضي ، وكان مليئا بالأحداث والمفاجآت، ستكون مرحلة ليس كسابقتها من حيث التحولات والتطورات المنتظرة.
المرحلة التي كان يتهيأ المغرب لدخولها، هي مرحلة تحمل في طياتها رهانات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة على المستوى الداخلي، كما تحمل تحديات اقليمية ودولية معقدة أو غيرها .
عزيز أخنوش، الذي جرى الرهان عليه ليكون رجل المرحلة، ليس رجلا عاديا، أو أنه يدخل غمار السياسة خاوي الوفاض. الرجل يجر وراءه تراكمات ثقيلة ومتعددة . إنه خريج إحدى أشهر الجامعات الكندية في مجال التسيير، وانخرط مبكرا في عالم الادارة وتدبير الشأن العام، بحكم شغله عدة مناصر أبرزها منصب وزير للفلاحة في عدد من التشكيلات الحكومية المتعاقبة، منذ نحو 10 سنوات (2007-2016).
أخنوش أيضا، هو رجل أعمال بامتياز، كونه يتربع على عرش مجموعة “أكوا” التي تضم أكثر من 50 شركة، فضلا عن مشاركته في تسيير بعض المجموعات والمؤسسات الوطنية، المالية والعلمية والاجتماعية، كما سبق له أن جرب التدبير المحلي بحكم توليه رئاسة جهة “سوس- ماسة- درعة” من 2003 إلى 2007 .
كل ذلك تعززه عوامل أخرى من ضمنها شخصيته الهادئة وقدرته على الحوار بدون صدام، ليحصل في الأخير على ما يريد. وهي العوامل التي أكد عليها بصفته كقائد سياسي، في أول تصريح له كرئيس للحزب، حينما قال بأن حزبنا لا يؤمن بفكرة التصادم وينفتح على كل الأطياف السياسية التي تريد خدمة الوطن.
وعزيز أخنوش ليس غريبا عن عالم السياسة وبالتحديد التجمع الوطني للاحرار، الذي ظل عضوا قياديا نشيطا فيه لمدة طويلة، قبل أن يضطر مؤقتا إلى التخلي عن صفته الحزبية، ويحمل سترة “لا منتمي” في حكومة عبد الاله ابن كيران الأولى (2012).
وها هو اليوم لـضرورة الصالح العام، يعود إلى حزب الحمامة، متربعا على قمته، وهو موقع سيمكنه، بحكم ما يملكه من تجربته سياسية الطويلة .
وكان أول شوط في مشواره السياسي ، بعد أن حاز على تفويض كامل من الهيئات القيادية للحزب، عندما لتقي مع رئيس الحكومة المعين ، عبد الاله ابن كيران، لمناقشة شروط التحاق الـ(RNI)، بالتحالف الحكومي .
وكان يتوقع المراقبون أن الزعيم الجديد لحزب الحمام سيتفاوض مع ابن كيران ، انطلاقا من قاعدة صلبة، كون حزبه ، على الرغم من تراجع عدد المقاعد التي حصل عليها من 52 إلى 37 مقعدا، لكن الزعيم برهن للجميع أنه رجل سياسي محنك بمواقفه لصالح العام وبعيدا عن الحسابات الشخصية وتقسيم الكعكة.
منذ تولي عزيز اخنوش رئاسة أصبح “الاحرار” حزبا مهيكلا وذو برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واضح وقاعدة شعبية عريضة، ولن تعد لصفة الحزب “الاداري” ، التي كان ينعت بها سابقا أي معنى بعد أن اعتماد على قدراته التنظيمية الذاتية بتأسيس التنظيمات الموازية الشبيبة التجمعية والمرآة التجمعية.
انتخاب أخنوش على رأس الـتجمعيين في ظرف حساس وعلى عتبة مرحلة دقيقة يستعد المغرب دخولها بعد المرحلة السابقة..
ولاشك، فإن هذا هو ما فهمه التجمعيون باختيارهم قائدا جديدا جعل من تشخيض حالة الحزب وإعادة هيكلته ودعمه بقدرات جديدة ، إحدى أولوياته.
ولعل عبارات التنويه التي تضمنتها تهنئة الملك لأخنوش بعد فوزه برئاسة الحزب ،كان مؤشر على أهمية الدور الذي ينتظر أن يضطلع به القائد السياسي لحزب الحمامة، الذي أصبح يمثل، بعد تحالفه مه الاتحاد الدستوري، ثالث مجموعة برلمانية، بعد “البيجيدي” و”البام” (56 مقعدا) .
وفي هذا السياق ، نوقف عند تعبير العاهل في تهنئته عن “ثقته” في نجاح أخنوش فيما هو مقبل عليه نظرا لما يتمتع به من “خصال إنسانية عالية، وما هو مشهود لك به من كفاءة وحنكة، أبنت عنهما في مختلف المهام التدبيرية والمحلية والحكومية التي تقلدتها، وما عهدناه فيك من تشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها، وغيرة وطنية صادقة والتزام بروح المسؤولية العالية”.
ولم يفت العاهل التأكيد في برقيته لأخنوش، على “التعددية التي يتميز بها المشهد الساسي المغربي”، وتطلعه إلى “ترسيخ أسس النموذج الديمقراطي والتنموي الذي نقوده، وتكريس قيم العمل السياسي النبيل، القائم على جعل المصالح العليا للوطن والمواطنين، تسمو فوق كل اعتبار”.

ADS TOP

التعليقات مغلقة.