عبد الرحيم بوعيدة يكتب: النقطة الفريدة في الجهة الفريدة

العيون الان

… عندما يتوقف خيال المعارضة عند مجرد ملء فراغ لجنة في مجلس متعثر وتستهويها لعبة شد الحبل المقطوع أصلا … وتكون المناصب أهم من أهات المواطنين ومعاناتهم ، هنا فقط تتأكد لدي القناعة التامة بالنوايا الحقيقة لهذه المعارضة، ويتضح لدي كما لدى الآخرين مستقبل هذه الجهة الفريدة المحكوم عليها بالإعدام تنمويا لا لذنب ارتكبته سوى أن من يستهويهم اللعب لوحدهم لم يعودو أسياد الميدان …
النقطة الفريدة و اليتيمة في طلب المعارضة تعبر عن سيكولوجية جزء من نخبنا الذين تحدث عنهم الكاتب الكبير مصطفى حجازي في كتابه الرائع “سيكولوجية الإنسان المقهور” ، هذه النخب العاجزة عن رؤية واقعها و الغير قادرة على تخطي عقدة الأنا التي تؤثث كل تصرفاتها وتعكس طبيعة العقليات المسيطرة في جهة كلميم وادنون، هذه العقليات العاجزة عن تدبير الإختلاف بالعقل و المنطق وفق رؤية تتجاوز الذات والمصالح الضيقة لتنفتح على واقع التنمية بنظرة شمولية…
…عندما قرأت النقطة الفريدة تأكد لي بالملموس أننا نحتاج لسنوات ضوئية لفهم أبعاد كل ما وقع ، تذكرت ابتسامة أسامة وجثة ذلك الطفل الصغير والنساء الحوامل ومن ماتو في الحوادث مؤخرا واكتشفت أن رئاسة لجنة تعتبر ممرا للوكالة و الصفقات أهم من كل هؤلاء…
..كم كان سيكون محرجا وجميلا في الآن ذاته لو صاحب الطلب في النقطة الفريدة بناء غرفة إنعاش وتجهيزها أو التسريع بوتيرة المشاريع المتوقفة، آنذاك سيكون الإحراج مضاعفا ، لكن عندما تصم الاذان ويصبح هم السياسيين هو المناصب والمتاجرة والمزايدة ، فذلك أمر آخر له ما بعده…
…قدر الجهة الفريدة أن تنضاف لها نقطة فريدة لتدخل لموسوعة غينيس محطمة الأرقام القياسية في العديد من الغرائب و العجائب التي تراكمت منذ مارس الماضي إلى الآن، الجهة الفريدة وحدها من دون الجهات لم يتوقف فيها مسلسل الإنتقالات و كأنها في مباراة مفتوحة تتجاوز في تشويقها مباراة الريال و البارصا ، جهة زارها الموت واعظا وخذلته.. قطع الكبار زيارتهم عنها ولم تستوعب الدرس ،ضرب الزلزال هنا وهناك وهي عصية على الفهم ، لذا تستحق بجدارة واستحقاق لقب الجهة الفريدة التي لا يأتيها القانون لا من خلفها و لا من أمامها..
…جهة تقاوم التنمية بعناد غبي يشخصن كل شيء ويختزل اوراق اللعب في نقطة واحدة ، إما ان نقود أو نهدم المعبد في نظرية جديدة ستنضاف لا محالة لعلم السياسة التي عجز أكبر فقهائها عن فهم ما جرى ويجري في هذه الجهة التي قضت أكثر من سنتين في سجال سياسي لا ينتهي و في انتخابات مفتوحة بإستمرار..
.. لا أكتب للمزايدة على أحد ولا لحجز دور بطولة في جهة لم يعد مسلسلها يستهوي من يحمل ذرة كرامة ، لكن أكتب فقط لأني أؤمن بالتاريخ كما كتبه هيجل عندما تحدث عن مكره وأكتب أيضا لأنني تأكدت عبر مسار قصير في ممارسة الشأن السياسي أن مشكلتنا تكمن في العقليات ونوعية الثقافات السائدة التي شكلها من كانو يقودون كل هذه السنوات ليخلقوا ثقافة لا تؤمن بالتغيير وبتبدل المراحل ، لذا أكتب لأنها الصنعة الوحيدة التي أتقن بعيدا عن الدسائس و المؤامرات والتخطيط الطويل الأمد الذي يتقنه صانعو هذه الثقافات التي جعلت جهة كلميم وادنون تحتل الصدارة في واجهة الأحداث السلبية.. أكتب أيضا حتى أقصر الطريق على كل من يخطط للمزيد من العرقلة أو البحث عن إنتقالات جديدة يدعم بها موقعه في آخر دورة في 2018 ليزيحنا من الرئاسة ، لهؤلاء أقول لا تخيفنا الإزاحة ولا تهمنا الكراسي بقدر ما يخيفنا مستقبل جهة ووطن يقوده أغبياء نحو المجهول.. لذا قبلنا نقطتكم الفريدة لكي ترضو غرورالتحكم في مفاصل كل اللجان والصفقات والوكالة ، لكن حتما لن تتحكموا في مفاصل الرئيس ومن معه من الشرفاء الذين أضافو لنقطتكم الفريدة أكثر من 18 نقطة حتى لا تظهر عارية من الشرف…

وكل نقطة فريدة وأنتم بألف خير…

ADS TOP

التعليقات مغلقة.