هل العطالة سياسة ممنهجة بالصحراء ؟

بقلم : الخليفة الكيروف

تعود أول حملة توظيف بالصحراء إلى نهاية ثمانيات القرن الماضي و التي سميت ب *الأشبال * حيث تم استدعاء آلاف الشباب الصحراوي أغلبهم لا يتوفر على شواهد و منحهم قرارات توظيف بالعديد من القطاعات الحكومية و الشركات الخاصة بمدن عدة استثنيت منها مدن الصحراء . و قد أعتبر آنذاك الكثير من المتتبعين أن العملية في حقيقتها عملية تهجير و ليست توظيف ، تلتها بعد ذلك عمليات أخرى للتوظيف مباشرة بعد الانتفاضات التي كانت تعرفها الصحراء و اشتركت كلها في القاسم الوحيد وهو التعيين خارج مدن الصحراء قبل أن يستفيد بعضهم من الحركات الانتقالية .
تزايدت أعداد خريجي الجامعات و المعاهد في السنوات الأخيرة و سادت الزبونية و المحسوبية في عمليات التوظيف و خصوصا بالجماعات الترابية حيث حصرت الاستفادة على أبناء و مقربي أعضاء مجالسها وغلق باب التوظيف المباشر . فازدادت المعاناة و تفاقمت الأوضاع ولم يجد المعطلون أبناء الشعب المسحوق سبيلا غير الشوارع للمطالبة بحقهم ، بعد أن سقط القناع عن كل مخططات التشغيل التي مافتئت الجهات الرسمية و – المنتخبة – تتغنى بها ، و جفت دموع الأعين و انفجرت القلوب و ضاقت الصدور من هول الاستنزاف و بشاعة النهب للخيرات . فأبدع هؤلاء في أشكال احتجاجاتهم التي كانت تحرص دوما على السلمية ، كما أبدع المخزن في سياسته الأمنية القائمة على القمع الوحشي و العنف المفرط و الممارسات الحاطة من الكرامة و التي خلفت ضحايا كثر دون أن تنال من عزيمة أصحاب الحق الذين واصلوا المسير ، فبحت حناجرهم ، ألفت أذانهم الكلام الساقط ، ماتت أجسادهم ، …شدوا أنظار العالم إليهم ، تدخلت منظمات ، حكومات ، برلمانات و سفارات تستفسر عن أوضاعهم ، صدرت الأحكام وقرارات المقاطعة بسببهم و تلقى المغرب أصناف الإشارات من كل الجهات .
فلماذا يتعنت المغرب ؟ و هو الذي يدرك أكثر من غيره كم يكلفه هذا الملف ؟؟
يجمع المتتبعون أن المغرب لا يقوم بشيء في الصحراء إلا إن كان يخدم أجندته في النزاع القائم ، فقد أغدق على الشيوخ و الأعيان و تستر على المسؤولين و منح الحصانة للمهربين و عبد الطريق أمام الانتهازيين و الوصوليين حتى يصنع قاعدة تتقن قرع البندير و ترديد أناشيد الوطن و الحكم الرشيد . و طبعا المعطلون و عموم الشعب ليسوا من طينة شهود الزور، لذا وجب جعل بيوتهم أشبه بالقبور و موائدهم طيلة اليوم وجبة فطور و حياتهم تشنج على غرار سؤال أحد أهالي قرع الطبول الذين نهبوا البر و البحور .
الوظيفة تحسين الوضع المأزوم و بناء أسرة و إنجاب وقود ثورة اليوم المعهود ، هكذا يفسرها حماة الفساد ، ناهبو الخيرات مكرسو الفقر و الواقفون وراء كل الآلام و المعاناة . فلا ثقة في معطل أعلن الموقف في عز الأزمات ، فما بالك إن تحسنت ظروفه فسقوطنا حتما آت . أعدوا لهم ما استطعتم من الهراوات أو دعوهم ينتحروا و نحن ندفع فواتير السلكة و الصدقات راجين من الله أن يجعلها في ميزان حسناتنا و تدفع عنا بلاء و بأس ما يردده هؤلاء من شعارات .

ADS TOP

التعليقات مغلقة.