القبيلة عوامل الترسيخ و الإقصاء بقلم: لمينة الخطاط

العيون الان

بقلم: لمينة الخطاط

    لا زالت بعص المجتمعات في القرن 21 تقبع
ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﺮ
ﻭﻓﻘﻪ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ.

    ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺪ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻴﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﺗﻠﺰﻣﻬﻢ
ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﻻ ﻳﺸﺬ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﻭﻥ ، ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻄﺮﻭﺣﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ “ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ” ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ، ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻃﻤﻮﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺇﻧﺪﻣﺎﺝ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭ
ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻮﻁ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻗﺮﻥ
، ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻃﺮﺣﻪ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻚ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺳﺨﺔ ﻟﺒﻘﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ، ﻭﻛﺬﺍ
ﻣﺎ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻇﻞ ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺤﺒﺎﻝ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮ
ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺇﺗﺤﺎﺩ ﻭ ﻧﺒﺬ ﻟﻠﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭ
ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ.
       ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ
ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ ﻫﻮ ﻻ ﺷﻚ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺎﻋﺮﻓﻬﺎ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ”
ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺷﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻥ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺑﻌﺚ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ
٠”
     ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﺣﻀﻮﺭ
ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﻭﻋﺪﻡ
ﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﺪﺍﺛﺔ،ﺍﺫ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﺒﻴﺴﺔ
ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻻ ﺗﻬﻴﺊ
ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻺﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎء ﻓﻴﻪ
ﻟﻸﻋﻘﻞ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻧﺪﻣﺎﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺃﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻏﺪﻯ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺷﺆﻭﻧﻬﻢ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
       ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻻ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻓﻲ
ﺩﺍﺧﻠﻪ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ ﺳﺠﻴﻦ ﻣﺎﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﻠﻘﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ
ﻭ ﻧﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﺚ
ﺗﺘﺠﺬﺭ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻷﻥ ﻓﻬﻲ
ﻋﺮﻑ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻛﺴﺮﻩ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﻩ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﺧﺮ
ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻛﻔﺮﺩ ﻳﺰﺍﻭﻝ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻔﺌﺔ
ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺜﻼ ]ﺍﻟﺤﻨﺎء-ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ … [ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺮﻓﻴﻮﻥ ﻳﺰﺍﻭﻟﻮﻥ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﺪﻭﻧﻴﺔ ﻭﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ
ﺃﻱ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺟﻌﻞ ﻣﻨﺎ
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﺸﺮﺫﻡ ﻭﻋﻨﺼﺮﻱ ﻳﻜﺮﺱ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ،ﻭﻧﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺪﺩ
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺧﻠﻖ ﺟﻴﻞ ﻃﺎﺋﻔﻲ ﻭ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﻳﻤﻘﺖ
ﺍﻷﺧﺮ ﻭ ﻳﺰﺩﺭﻳﻪ ، ﻭﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻗﻠﺔ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ
ﻛﻮﺭﻗﺔ ﺭﺍﺑﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺪﻳﺲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﺭ ﻟﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎ ﻟﻠﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺰﻑ
ﻟﺤﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭ “ﺃﻭﻻﺩ
ﺍﻟﻌﻢ “ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻫﻮ
ﻣﺎﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻭﺗﺒﺼﻴﺮ ﻭﻭﻋﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻋﺎﺋﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺼﻮﻝ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺿﻤﺎﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻓﻖ ﻧﺴﻴﺞ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﺒﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ
ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ .ﻭﺍﻷﺩﻫﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ
ﻭﻳﻀﻊ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭﻳﺮﻓﺾ ﺍﻧﺘﺸﺎﻝ ﻫﺬﺍ
.ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﺄﺑﺴﻂ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﻛﺮﻣﺰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺧﺘﻼﻓﻨﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﻭ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻭ ﻗﻮﺓ ﻻ
ﺗﻔﺮﻗﺔ ﻭ ﺷﺮﺫﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﻧﺮﻳﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻭ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﺯﻟﻨﺎ
ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﻧﺮﻓﺾ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻭ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﺄﻓﻀﻠﻴﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﻋﻦ ﺃﺧﺮﻯ ؟

ADS TOP

التعليقات مغلقة.