توضيحات هامة بشأن ما وقع بالموقع الاثري “لغشيوات” بإقليم السمارة

العيون الآن

متابعة: ابراهيم ابريكا

يزخر إقليم السمارة بأكبر فضاء للنقوش الصخرية بالأقاليم الجنوبية، حيث يضم عددا مهما من النقوش، يصل عددها إلى 57 موقعا أثريا يمتد على طول حوض وادي الساقية الحمراء، ويرجع تاريخ نقش الإنسان لهذه الكنوز إلى ملايين السنين، حسب الأركيولوجيين المغاربة والأجانب. ويحتوي هذا الفضاء على مواقع عديدة لنقوش تصوّر بشراً وحيوانات ورموزاً وأدوات وأحرفا، كما تصوّر هذه المواقع حياة الإنسان إبان العصر الحجري “ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً”. ويعاني هذا الإرث الحضاري الضارب في القدم من عوادي الزمن والبشر.
وفي هذا الاطار تعرضت منطقة “لغشيوات” الأثرية بإقليم السمارة لاعتداء من طرف إحدى شركات مقالع الحجارة على هذا التراث الوطني والعالمي، ويشار أن الموقع المذكور يمتد على مساحة 15 كلم ومسجل ضمن التراث الوطني بمقتضى وزير الثقافة رقم 17.352 سنة 2017م، والذي ينص على عدم جواز إحداث أي تغيير في الموقع كيفما كانت طبيعته.
وأمام هذا التهديد الخطير راسل مدير المنتزه الوطني للنقوش الصخرية بأكادير السيد عامل إقليم السمارة قصد التدخل العاجل ضد هذا العمل الاجرامي حفاظا على سلامة الآثار الوطنية وحفظ شواهد التاريخ والذاكرة المشتركة للمغاربة، كما كان هناك تواصل متبادل بين مديرية الآثار والمنتزه الوطني للنقوش الصخرية بأكادير.
وقد شرع السيد عامل الإقليم بايفاد لجنة إقليمية برئاسة قائد قيادة أمكالة إلى عين المكان صبيحة يومه الجمعة 5 يونيو الجاري، بحضور رئيس جمعية ميران لحماية الآثار والمستحثات بالسمارة السيد بيبا محمد مولود الموظف بالمجلس الإقليمي موضوع رهن إشارة وزارة الثقافة والذي عمل عدة سنوات كمحافظ للاثار نظرا لخبرته بها ومعرفته بموقعها وارتباطه بهذا التراث، وبعد نقاش مع صاحب الشركة، انسحبت دون تشكيل أية أضرار تذكر بالمكان.

حيث أن المديرية الجهوية لم تكلف نفسها حتى تمكين المفتش الجهوي التابع لها من سيارة المصلحة، لكي يقوم بمعاينة ما حدث ولم يجد أمامه سوى تأدية ثمن البنزين لشخص أجنبي من اسبانيا الذي نقله إلى منطقة لغشيوات في الوقت الذي تدعي المديرية أنها كانت وراء توقيف الشركة.
وكان جليا على السيد المدير الجهوي للثقافة أن يقف شخصيا على التهديد الخطير الذي يهدد الإرث التاريخي للمطنقة، حيث من المفروض على هذه المؤسسات أن تصون وتحفظ هذا التراث الغني للأجيال اللاحقة.

ADS TOP

التعليقات مغلقة.