سيد أحمد الرحالي رجل التوازنات بالمجتمع الصحراوي

العيون الان

بقلم: محمد سالم ل

هو سيد أحمد ولد أمبارك ولد رحال ولد اسويلم ، شاعر و أديب و مؤرخ و معتقل رأي سابق، معد ومقدم برامج تليفزيونية تعنى بتقاليد و ثقافة الصحراء ، ازداد سنة 1943 بمنطقة الساقية الحمراء، ينتمي إلى أسرة عريقة ، فوالده أمبارك ولد رحال، فقيه و مجاهد كبير شارك في مجموعة من المعارك كالكليب ، و احميم ،و بئر غسرمت ضد الغزو الفرنسي ، تتلمذ على يده و حفظ عنه القرآن الكريم كما أخذ منه بعضا من العلوم الفقهية والشرعية.
انضم سنة 1970، إلى المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء، التي كان يقودها سيد ابراهيم بصيري ، وكان من بين الشخصيات الديناميكية التي لعبت دورا كبيرا في تأطير المنخرطين في التنظيم ، اعتقلته السلطات الاسبانية عقب مظاهرات جوان/يونيو 1970، و سجنته بالداخلة رفقة العديد من أعضاء الحركة كرئيس الحالي لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي ،و عبد القادر الطالب عمر سفير الجبهة بالجزائر ،و كذلك سيد إبراهيم بصيري الذي لا زال مفقودا إلى يومنا هذا ،و سيد أحمد الرحالي هو أخر من شاهده قبل أن تختطفه السلطات الاسبانية ، من سجن القنديل بالداخلة إلى وجهة مجهولة ،و تجدر الإشارة، إلى أنه في الفترة الممتدة ما بين 1970 و 1974 اعتقل من طرف الأسبان أربع مرات و أمضى فترات متفاوتة في سجني الداخلة و العيون.
أختطف سنة1976 من طرف السلطات المغربية ، و سجن لمدة 16 سنة بعدة معتقلات سرية كالبيسيسيمي و أكدز و قلعة مكونة، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب رفقة العشرات من الصحراويين .
عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2006 عضوا في المجلس الملكي للشؤون الصحراوية،و كان احد أعضائه البارزين نظرا لتدخلاته المثيرة للجدل في جلسات المجلس ، مما أكسبه المزيد من التقدير عند أهل الصحراء، فهو من الشخصيات القليلة التي يوجد عليها إجماع و تحظى باحترام جميع الأطراف السياسية، سواء من طرف أنصار تقرير المصير ،و كذلك من المدافعين عن الحكم الذاتي.
و خلال زيارته لوالدته بمخيمات التندوف سنة 2009ّ ، استقبله المرحوم محمد عبد العزيز الرئيس السابق لجبهة البوليساريو في خيمته الخاصة ، و أقام على شرفه حفل عشاء، ناقشوا على إثره مجموعة من الملفات ،و عندما هم الحاج سيد أحمد بالمغادرة، أهدى له الرئيس السابق للبوليساريو سلهامه الخاص في مشهد يقول أحد الحاضرين، انه شبيه بطريقة تقديم المغفور له الحسن الثاني لبردته لخطري ولد الجماني أثناء أول لقاء جمع بينهما سنة 1975.
كما وشحه العاهل المغربي بالعيون سنة 2015، بمناسبة زيارته التاريخية لعاصمة الأقاليم الجنوبية، المصادفة لذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء، بوسام من درجة قائد، نظرا لدوره البارز في هيأة الإنصاف و المصالحة.
حديثنا هنا عن قامة كبيرة مثل سيد احمد الرحالي ليس عبثا، بل انطلاقا من وعينا بدوره في تاريخ الصحراء المعاصر، و كذلك اعترافا منا بعطائه السياسي و إنتاجه الفكري ، فحسنات الرجل لا تعد ولا تحصى فقد قدم للصحراويين شيء الكثير من خلال دفاعه عنهم في كل الجموع التي يحضر فيها، و مطالبته بالرفع من مستوى عيش الساكنة ، و منزله المتواضع أضحى قبلة لكل الباحثين و المهتمين بالثقافة الحسانية ،فلا يكاد يخلوا أي بحث جامعي اليوم له علاقة من قريب أو من بعيد بالصحراء إلا وكان اسم سيد احمد الرحالي مطروح في لائحة مراجعه .
و في الختام أتمنى من العزيز الحكيم، أن يطيل في عمره، و أن يحفظه لنا جميعا من كل مكروه لعلنا نستفيد من تجربته الحياتية و ثقافته الموسوعية.

ADS TOP

التعليقات مغلقة.