شبيهنا ماء العينين: على المغرب تسمية الأشياء بمسمياتها كمدخل لحلحلة ملف الصحراء

طلب المغرب الإنضمام الى الإتحاد الإفريقي،و تصديقه على قوانين الإتحاد حتى قبل قبول عضويته،أمر جيد.لكن ثمة أمور يجب على المغرب تداركها إن كان فعلا يريد انضماما ينعكس إيجابا على ما يعتبره قضيته الأولى.
عليه أن يتصالح مع نفسه أولا،برزمة قرارات تخص الصحراء الإقليم المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
أولا عليه أن يتخلى عن أطروحة كيان وهمي.
ثانيا عليه مصارحة شعبه بأن المصادقة على مواثيق الإتحاد تعني الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كدولة عضو كامل العضوية في الإتحاد تنازعه على الصحراء.
عليه تسمية الأشياء بمسمياتها كمدخل لحلحلة وضع لم يعد أمامه فرص كثيرة لإبقاء الوضع في حالة ألا حرب و ألا سلم،هناك واقع دولي يتجه إلى إشعال المنطقة خدمة لتجار السلاح و غيرهم.
المغرب يدرك قبل غيره أن المنطقة كانت مؤجلة إلى حين من طرف قوى الشر العالمية و على الجزائر و موريتانيا إدراك ذلك.
بالنسبة للصحراء الواقعة تحت نفوذه عليه المصالحة مع ساكنتها من خلال إطلاق حوافز تخص الصحراويين أنفسهم و ليس كما سلف بالنسبة لساكنة الصحراء.
أين الصحراويون من البحر و الفوسفاط و غيره.
علينا أن نعترف أن الصحراويين الأقلية لم تلتهم السبعة دراهم.
علينا أن نعترف أن الصحراء على مدى 40 سنة بلا مستشفيات و لا جامعات و لا اقتصاد.أين الإستثمارات الخاصة بالباطرونا المغربية أم أنهم يخشون على رأس مالهم باعتبارها منطقة نزاع؟
الصحراويون في كبريات مدن الصحراء كرهوا خطاب العنصرية و التعامل مع كل وجهة نظر مخالفة على أنها انفصال و تعبوا أكثر من عدم الثقة و أكثر بإتاحة الفرصة للآخر بالحديث نيابة عنهم.
تعبوا من سياسة القبضة الأمنية و من تهم انهم سبب أزمات المغرب الاقتصادية باعتبارهم مصدر عبئ على المزانية العامة.
الصحراويون لا يعلمون شيئا عن مؤشر بورصة السمك و لا الفوسفاط في الأسواق العالمية لأنهم ببساطة لا يستفيدون منها سواء كعمال أو كعائدات يرون أثرها على الأرض.
عندما يتصالح المغرب مع صحراوي الداخل بإحترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا.الشغل الصحة التعليم حقا سيضمن كل النتائج سواء كانت استفتاء أو غيره.
ما لم يجسد مجموعة من الحقائق على الأرض فاللعب على ربح مزيد من الوقت أمر أصبح متجاوزا في اعتقادي.
قراءة التحولات الدولية توضح ذلك.
أما الإنضمام الى الإتحاد و محاولة خلق مناصرين لتوجهاته أو اﻹستعانة بأكبر عدد من الدول الإفريقية لرؤيته بخصوص نزاع الصحراء بفعل الحوافز الإقتصادية و غيرها أظن أنه أي ربح من وراء ذلك سيكون محدودا و لن يؤدي إلى طي الملف.
تنمية الصحراء و احترام حقوق الإنسان و تسمية الأحداث بمسمياتها أمور من شأنها إيجاد أرضية لحل قضية الصحراء.
أما بخصوص جبهة البوليساريو فهي الرابحة من فكرة انضمام المغرب الى الإتحاد حتى قبل أن تصبح واقعا.
نسأل الله أن يوحد شعوب المغرب العربي كتكتل اقتصادي واعد يخدم مصالح كافة شعوبهم.
شعوب وحدتها عوامل الدين و اللغة و التاريخ كما المصير المشترك.لكن تأبى مصالح المستعمر و لوبياته تحول دون ذلك.
و الإبقاء على تعثر الدمقراطية هو ابقاء على الخلافات و على الأصابع على الزناد. ….

ADS TOP

التعليقات مغلقة.