العيون الان
قد يولد الإنسان بعلة أو نقمة، ويحدث أن تصبح نقمته نعمة تمسح عنه الذنوب والخطايا، كذلك هو الشأن بالنسبة لمن يتعثر، من يعاني ويتألم، وربما هي آية لنبش انسانية المجتمع، ومن يدرِ موقع الخير وأين يستقر ..
وإنما نحن مُستخلفون في الأرض، نرى ويتحتّم علينا أن نُحس، حتى تكتمل صورة الإنسانية فينا، وينطبق علينا وصف الإنسان .
الحديث هنا، نسوقه لكم، للخوض في حالة الطفلة البريئة “مروى المنفوذي”، التي تعاني من ثقب في قلبها الصغير، ومن مشكل في التنفس، سببه البلعوم الذي بات لا ينقل الهواء إلى الحنجرة، في مرحلة صعبة للغاية، تتسم بحب البقاء والصراع لأجله.
إلى جانب كل ما تمّ ذكره، تعاني الصغيرة “مروى”، من رتابة وضعها الصحيّ المزري، ومن صعوبة الحركة التي باتت تُقاس بكونها أشبه إلى حدٍّ كبير، بمعركة حرب يحدوها أمل المسايرة رغم الإصابة، طمعاً في التفاعل معها، وفي الإجابة والإستجابة
ماتتمناه منكم أم الصغيرة “مروى”، هو أن تشاركوها محنتها التي تعاني منها ابنتها البريئة، تتوق لاستجابة القلوب الرحيمة، إلى أفئدة قادرة على أن تقاسمها عناء ابنتها وحزنها، وتساعدها وأن تساهم معها ولو بالقليل، والله على كل عمل، لايضيع اجر المحسنين !!!
في المقابل، لا تقلُّ آلام أمّ الصغيرة “مروى” أهمية من معاناة الصغيرة، بل ولا تنقُص من تبعات اللخظة المحرجة لحالة ابنتها المريضة، فبمجرّد مواجهة الأمّ لوعثاء ما تحسّه من مرارة، وما تختزنه من ألم يذوب في حنايا ضلوعها ويُبدل بحنانها تجاه صغيرتها وقت تلاعبها، والتشبث بأمل لم يزل فجره قيد أكفّ الضراعة ليبزغ، فقط بمجرّد كل ذلك، سيدرك المرء منّا بأنّ الحياة تنبض بما جُبلنا عليه، وما خُلق فينا من إنسانية فطرها الله في عباده أجمعين.
أم “مروى”، مؤمنة بتيسير الله ولطفه كما تؤمن بقضائه عز وجل، وقدره ..تعددت محاولاتها الدائمة، لطرق القلوب الدافقة بالإنسانية، وظلت متحلية بالهدوء والرصانة والتعقّل، والإيمان حتما ..
التعليقات مغلقة.