بواب المدرسة “الجزء الرابع” بقلم ابراهيم ابريكا

العيون الان

بواب المدرسة “الجزء الرابع”

بقلم: ابراهيم ابريكا

     ما إن ولج محمد سالم المقهى، حتى أدرك مكان رفاقه بعدما سمع قهقهاتهم، ترتفع تارة و تنخفض تارة أخرى، و هم يتبادلون أطراف الحديث حول مباراة الكلاسيكو التي جمعت بين فريقي برشلونة وريال مديد، كل يغني على ليلاه و يحلل على هواه، قاطعهم محمد سالم قائلا:

– المقابلة انتهت يوم أمس، دعونا من تحليلكم المعتاد….

     نادى على النادل، و احضر له فنجان قهوة، أخرج سجارة من علبة السجائر، و شرع  في إحتساء معشوقته السوداء، تعالت سحب دخان السجائر، حتى انبرت وجوههم واختفت ملامحهم.

      الساعة تشير الى العاشرة ليلا، ودع محمد سالم أصدقائه، قاصدا منزل أهله، فتح الباب واتجه صوب المطبخ، تناول وجبة العشاء بسرعة، و خلد الى النوم في غرفته، يتقلب يمينا ويسارا في فراشه، النوم لم يعرف السبيل الى عينيه. فجأة رن جرس الهاتف -رسالة نصية قصيرة من الاستاذة سكينة-

– السلام عليكم شكرا لك لقد اتعبتك اليوم معي، تحياتي الخالصة.

      مسح عينيه، وركب رقم هاتفها و اتصل بها، و أخدهم الحديث مطولا، ساعة كاملة من الاخد والرد في الحياة الشخصية لكل منهما ومراحل الحياة الجامعية، الساعة مرت بسرعة وكأنها خمس دقائق، لم يتوقفا عن الحديث الا بعد أن غلبها النعاس، استأذنت منه، فهي معتادة على القيام باكرا، قطع الاتصال و صعد الى سطح المنزل وأشعل سجارة على ضوء القمر.

       أيقظ المنبه محمد سالم، تناول وجبة الافطار مع أمه، و ذهب الى المدرسة، و دعوات أمه لا تفارق مسامع أذنيه، بسعة الرزق و طول العمر وأن يبعد عنه الله أبناء الحرام…

       وقف في مكانه المعتاد، أمام باب المدرسة فاسحا المجال للتلاميذ بالدخول، و أخد يتبادل مع الاساتذة التحايا الصباحية، مرت سكينة مطأطأة الرأس، سلمت عليه بكل خجل، و قد ملأت ابتسامة عريضة محياها الصغير، أغلق الباب والتحق بالمدير في مكتبه، ليساعده في تنظيم الملفات والاوراق، كما كلفه بمساعدته على إعداد الانشطة المدرسية التي تقيمها المدرسة للتلاميذ نهاية كل دورة دراسية.

 

ADS TOP

التعليقات مغلقة.