الجزائر بين خيار الأمتثال للتاريخ ام العزلة

العيون الان

*الجزائر بين خيار الأمتثال للتاريخ ام العزلة*
إن الفضاء المغاربي اليوم اضحى ينعم بمقومات بناء وجود وحدوي، صقلتها أيام التاريخ ومراحله الأخيرة، وكل كيان عضوء في الاتحاد المغاربي خضع لتغيرات عميقة، ساهمت في توجهات جديدة في الاقتصاد والفكر والسياسة. مميزاتها الأساسية: الأنفتاح الاقتصادي والحرية السياسية والتعدد الثقافي والدمقرطة الشمولية، وابرزت لنا صيرورة هذه التغيرات أن كيانات الإتحاد وجدت نفسها أمام خيارين الأمتثال والإنخراط في مسار خدمة مصالح الشعوب وتوسيع دائرة المشاركة في كافة مؤسسات القرار السياسي والتنموي (دستور، برلمان، حكومات منظمات المجتمع المدني).
الدخول في حرب اهلية تخريبية يمتطيها قرباء وينشرون القتل والهمجية والفوضى، ويخدرون اتباعهم بافكار وهمية.
إن هذه الصورة الحية القائمة اليوم ليست نسجا أيديولوجيا ولا استنتاجا استراتجيا، يرسمه خبراء او حكام او معاهد التحليل، بل هي صورة فرضت وستظل تفرض نفسها بقوة على كل كيان من كيانات الإتحاد، إنها درس ماثل امام اعيوننا، لبياء تتناحر من اجل سلم وسلام مفقوديين، وثمن الهدنة المكلف والباهض في الجزائر وهي تنشد الاستقرار بدأ من العشرية السوداء اوصولا الى أزمة تدبير حل سياسي توافقي ومرضي لمؤسسات الرئاسة لكلينكية والتي ترعاها قبضة حديدية، مسار الإصلاح السياسي في مصر المغرب وتونس انسجاما مع مطامح شعوبها والمجهودات الجبارة التي قطعتها موريتانيا من اجل الإنفتاح السياسي والبناء الديمقراطي.
إن التاريخ الجديد داخل الفضاء المغاربي يرسم نموذجه الجديد وسيجرف كل رواسب والهياكل التي تعيق المجرى الذي اعلن ميدانيا من خلال احداث تغيرات تهم التقدم الديمقراطي والتنمية المستدامة وفكريا من خلال حتمية توسيع الحريات الفردية، والتسامح والتعايش وهي في نهاية المطاف ليس سوى آليات النموا والتحديث والأرتقاء الى حق الدول الناجحة بالمعيار الدولي الجديد.
كما ان البناء الاقتصادي الجديد لكل كيان في الظرف الدولي الذي يشهد تكتلات ضخمة، لا يمكن له ان يحي وينموا بدون إندماجات وتكتلات دولية قوية صنفت من خلال تجارب النموا الاقتصادي العالمية مفاتيح اساس احداث نقلة نوعية في التطور.
إن مؤهلات إحياء الفضاء المغاربي في غالبيتها العظمى هي الآن حاضرة، كما ان العديد من الكيانات وعلى رأسها المغرب لها ارتباطات إفريقية عميقة وقوية وعلاقات دولية مميزة ستشكل اضافة نوعية للإتحاد كنظاما يحتدى به وشعبا يقتدى به،وبناءا على هذه النظرة الإجابية والإنسجام مع الأمر الوقع، والإراتقاء الى ألأفاق الجديدة جائت دعوة جلالة الملك محمد السادس نصره الله الى الجزائر قصد الإنخراط الثنائي اوصولا الى الأنخراط الأشمل المغاربي والإفريقي، الذي بدونه لم يقوى الحكام على خدمة شعوبها، إن هذه الدعوة ليس صيحة في واد ولا مناورة سياسية بقدرما هية حجة تاريخ واضواء كاشفة لتجسيد ما نساه حكام الجار الشقيق والتاريخي والجغرافي من مصالح سبل الصلح والتصالح. كما اشادة المنتظم الدولي بذلك.

ابراهيم اعمار

ADS TOP

التعليقات مغلقة.