رشيد تونس وعزيز شنقيط … بقلم أحمد الديماني

العيون الان

بقلم: أحمد الديماني

في خضم الثورة التونسية، شرارة الثورات العربية وعنفوان الشعوب. سطع نجم رجل الظل، الفريق “رشيد عمار” قائد أركان الجيش التونسي، حاميا ومنافحا عن ما عرف بثورة الياسمين.

أدرك إبن الشعب أن الديكتاتوريات إلى زوال، وأن البقاء للوطن الجامع. أنزل الرجل الأحذية السوداء لهدف نبيل يتناقض وكل الأهداف التي جبلت على القيام بها في الشوارع العربية. أسكت الرجل بطش “خرطوش” وزارة الداخلية وتغول عائلة “آل طرابلسي” في مؤسسات الدولة.

أيقن”بن علي” أنه لا عاصم له من حراك الشارع التونسي، وهرب في لحظة تاريخية هرم الشعب من أجلها … فر الرجل لاجئا ومجاورا لصديقه معاوية، الذي انقطعت شعرته انسجاما مع تناوب العساكر على السلطة في موريتانيا، لتتحول مملكة آل سعود مكبا لحثالة أنظمة الزفت العربية وصغار الفاشست.

طلع رشيد تونس على الجميع مكللا بياسمين الثورة، وموشحا بوسام صديق الثوار، ليعلن أن المؤسسة العسكرية عرين للشعب تحمي البلاد والعباد، وأنه لا مطامع له في كرسي يسيل اللعاب، عكس ما توقعه جميع سدنة الكراسي في الوطن العربي. ولسان حال الرجل ينطق ” الفرق بيني وبني أبي وبني أمي، فرق كبير جدا. فإن هم أكلوا لحمي حفظت لهم لحمهم، وإن هم هدموا مجدي بنيت لهم مجدا”.

ترفع الرجل عن كل المناصب، ولم تغره السلطة وبريقها في ظل الفراغ السياسي، حافظ على استقلالية الإعلام ولم يقم بتوجيه السلطة الرابعة بهدف إختياره رئيسا.

ظل الرجل يؤدي واجبه إلى حين تقديم إستقالته، واكتفى بأن تذكره الأجيال بفخر واعتزاز.

ولأن الشيئ بالشيء يذكر في حكم المتقابلات، ظل جنرال الإحتياط المغمور “ولد عبد العزيز” لاهثا خلف المواكب، كحارس شخصي لديكتاتوريات تعاقبت على حكم موريتانيا.

والتناقض هنا تجربة سياسية “تونسية – موريتانية” بين رجل حافظ على الحكم المدني، ورجل نزع السلطة من حاكم مدني منتخب. محطما آمال وتطلعات شعب في الخلاص من قبضة العسكر. الشعب المبتهج أنذاك بقرار “علي محمد فال” النسخة الموريتانية ل “أحمد سوار الذهب”.

راكم عزيز شنقيط كل أسباب البقاء بالقصر الرمادي، انسجاما وعقليته الإنقلابية. مثيرا النعرات العرقية، وملهيا للشعب في قضايا خلافية.. خرج في مهرجانات قذافية، وشكل طبقة برجوازية في زمن قياسي، وإعلام متملق يسبح بإسمه، موازاة مع تفويت القطاعات الحيوية، والنهب الممنهج، وأدخل فئات واسعة من الشعب في إطار التهافت، المنظر له من طرف داهية السياسة سيدي محمد ولد محم.

دخل الرجل مرحلة شطحات الديك المذبوح، بإقرار التعديلات الدستورية في محاولة لإعادة إنتاج النظام.

لو دامت لغيرك، ما وصلت إليك .

ADS TOP

التعليقات مغلقة.