“غليجيلهة” تدوينة للأستاذ يوسف بوعنيس

العيون الان

خرجت للتو تطل من شرفة غرفتها المتواضعة الاثاث، باسقة القامة بجسم وارف المفاتن شيئا ما وساعدين ممتلئين يكاد الاحمرار يطفو من جنبات سوارها الممتد على المعصم، مرتدية رمباية سوداء تكشف ادرعها تحت ملحفتها النيلية السوداء المدادية القاتم لونها .
تلكم غليجيلها الفتاة العشرينية ابنت العقيد المتقاعد و التي أثرت البقاء مع الشيب في البادية بعدما انهت دراستها الجامعية في معهد حفظ الثرات .
“تركت الطنطان و أروقة المعاهد و المناطق الاثرية لحين استراحة وواجب هنا في بيت جدي القديم، و قطيعنا و صبارنا و البئر و السواقي و صيد الحجل في العشي و صوت الحبار و السناجب و صفاء نسائم الاصيل” هكذا رددت غليجيلهة في احدى الاماسي عبر الهاتف لصديقتها في الرباط فوق ربوة الريزو المحادية لبستان البيت الطيني المتواجد بالأطراف الجنوبية لخنيك لحمام شرقي الطنطان .كان لانكبابها في اشغال البيت و تعبئة حليب الماعز الاثر العميم على نفسية ابوها لكومندر حمتو ولد فضيلي . ولا طالما اثنى عليها في تلك الشهور غير ان هذا الاطراء لم يفهم من طرف امها غليلة احمد فال الذي و ان ساعدها وجود البنت الا أن لكهلة حيرها امر فتاة متعلمة تعود الى قساوة البوادي حيث لا أمل في الوظيفة و لا هو مكان العرض النوعي من “العرسان “!!!!!! حارت منت احمد فال في الامر و لم يهدأ لها بال الى احد الايام حيث كانت تفتح مزلاج باب الحوش الخشبي لاستقبال الغنم بعد برهة من اراضي الرعي بين سهوب بوتاكونت و السفوح الشرقية لجبال زيني فإذا بها ترمق راعيا للابل يلوح بلثامه الاسود اتجاه شرفة غليجيلهة، اندهشت للامر و هي تتأكد بمشقة هوية الراعي الذي لم يكن سوى مربيه ابن لكابران شاف المتقاعد عبيد و هو يرعى إبل اهل التاقي الشيخ و الفقيه الكتوم ،بشرط قوامه سنة رعي ببكرة وهو لعامه ثالث مع تلك الكطعة .
لم يكن في بال الكهلة ان الراعي ابن لكابران لم يبقى له سوى ستة اشهر للقدوم خاطبا فبنتها غليجيلها حينها سيكمل شروط المهر و تكاليف الزواج مع حبه القديم اثناء دراسته الاعدادية الفاشلة في الطنطان الا من حب بنت الجيران في الصحراء و الفوز بقلبها .

ADS TOP

التعليقات مغلقة.