“لَهْجارْ ماهو عَنْدْ رْفودْ لَغْرايرْ” بقلم: ذ ابراهيم ابريكا

العيون الآن

“لَهْجارْ ماهو عَنْدْ رْفودْ لَغْرايرْ” بقلم: ذ ابراهيم ابريكا

تختزن الذاكرة الشعبية على امتداد أرض البيظان عديد الأمثلة والعبر والحكم، ويردد الناطقون بلسان اللهجة الحسانية، هذه الأمثلة حسب المناسبات التي تفرض على المتدخل أن يُطَعِّمَ بها تدخلاته ونقاشاته.

ونذكر اليوم المثل التالي: “لَهْجارْ ماهو عَنْدْ رْفودْ لَغْرايرْ”، وقبل الخوض في دلالات ومغزى المثل، لابد من شرحه، وشرح مفرداته:

– لَهْجارْ: الخصام.

– لَغْرايرْ: مفرد غِرَارَةُ، وعاءٌ يصنع من وبر الإبل أو شعر الماعز أو صوف الغنم ويمكن خلطهما، ويوضع فيه الشعير ونحوه، والجمع: غرائرُ.

ويشير المثل إلى ترك الخصام جانبا وقت حمل الغرارة، لأن الشخص الواحد لا يمكنه حملها، وذلك راجع إلى ثقلها، وكان البدو يسيرون في “أكَبارْ – أكوابير” قوافل تجارية محملة بغرائر من منتوجات معينة يقطعون بها الصحاري، ويشترط في حمل المنتوجات الثقيلة التعاون والانضباط بين كل أفراد القافلة. ويدعو المثل إلى تجنب النزاعات وقت الشدة، بحيث لا يمكن للانسان، أن ينتصر وأن يحقق مبتغاه دون مساعدة الآخر.

ويحيلنا المثل اليوم إلى وضعنا الحالي، في ظل انتشار وباء كورونا المستجد، الذي اجتاح العالم بأسره من شرق إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، غير آبه بالحدود والمسافات، وصنع من نفسه “غولا” مرعبا، ارتعدت منه فرائس الدول العظمى، وأوقف عجلة إقتصاد العالم.

والدعوة هنا صريحة الى نبذ الخلافات السياسية وتغليب مصلحة الوطن على مادونها من مصالح، والرقي بالافكار التي من شأنها خدمة المجتمع والمواطن، وترسيخ ثقافة الحب والتسامح والتعاون، بعيدا عن التشنج والتعصب الحزبي.

ولعل ذلك ظاهر بارز والحمد لله، في مجمل يوميات جهة العيون الساقية الحمراء، حيث برز شباب متطوع، انخرط دون تردد في التوجيه والإرشاد، والعمل حسب الإمكانات المادية واللوجيستيكية، من أجل توفير رغيف الخبز للعائلات الهشة والفقيرة التي عانت جراء هذا الوباء، أو كانت أصلا تعاني قبله، كما عمل بعض الشباب على توفير كمامات طبية، عبر صناعتها محليا بمجهودات بسيطة.

كما لا يفوتنا أن نذكر بالدور الريادي والبارز الذي تلعبه الاطقم الطبية والتمريضية، ووقوفها في الصف الأول دفاعا عن صحة المواطن، والشكر والتقدير لمجهودات الاستاذات والأساتذة من خلال انخراطهم الواعي والمسؤول في تعليم جيل الغد عن بعد.

كما لا ننسى دور الجيش البرتقالي “عمال النظافة” ويَفْرَضُ أن تُرْفَعَ لهم القبعات عاليا، وأن ننحني احترامها لهم ولمجهوداتهم الجبارة، وأن يعاد النظر في رواتبهم.

نفس الشكر يُبْعَثُ للسلطات الأمنية والترابية بتشكيلاتها والوقاية المدنية على سهرهم من أجل راحة وأمن المواطن.

وختاما نتمى أن ينجلي هذا الوباء، ونكرر “لَهْجارْ ماهو عَنْدْ رْفودْ لَغْرايرْ”.

ADS TOP

التعليقات مغلقة.