الماضي الموؤود: حفريات في تاريخنا المشترك بآسا… بقلم د. سويدي تمكليت

العيون الان

تتشرف العيون الان بنشر سلسلة حلقات للدكتور سويدي تمكليت، والتي تتمحور حول قصر آسا التاريخي، وفيما يلي:

الحلقة الثالثة: القصر في مدارات النشأة والصيرورة التاريخية
لا شك أنني -وبعد أن توقفت في الحلقة الثانية من هذه السلسلة التي أومأت فيها الحديث قدر المستطاع إلى إشكالية التوصيف ومراجعته معرفيا- قد أجد نفسي موثرا لاستعمال «المدينة» أو «القرية» التاريخية القديمة بدلا عن استعمال اصطلاح «القصر»(1) الشائع بين لفيف أقراني الباحثين. وذلك اعتبارا لما استنطقته في تلك المصادر (العربية والأجنبية) التي ألمعت النظر إليها آنفا، والتي تُحَدِّثُنَا عن هذا التجمع العمراني/السكني بصفة مدينة (قرية) قديمة.
وهذا أمر أحببت التنبيه إليه في تصدر هذه الحلقة الجديدة (الثالثة) حتى يكون القارئ الكريم على بيِّنة من ذلك.
فاستئنافا للحديث السابق، تنتصب أمام نظري الآن مسألة أخرى على قدر بالغ من الأهمية في الإجابة عن شق من السؤال الذي كنت قد أثرته سابقا، والمتعلق بمن بنى هذه المدينة العتيقة؟ وفي أي ظروف نشأت؟ وما هي التطورات التي عرفتها في مسار تعميرها وتوسُّعها؟
للإجابة عن ذلك، سأفرد هذا المحور الثاني من المحاور الثلاثة المذكورة سابقا خصِّيصًا للاسترسال منهجيا في طرح ما تبدَّى لي من مراجعات دراسية، وأفضى إليه عندي البحث والنظر في مجموع حاصل المنجز الدراسي (مصادرا تاريخيا ومظانا إخبارية) حول المنطقة، وذلك حتى لا يستشعر القارئ النبيه بقفز ممجوج قد يكسر أفق انتظاره.
المحور الثاني: قصر آسا (المدينة العتيقة): النشأة وبواعث سياقاتها التاريخية
أولا: من بنى القصر؟ وكيف نشأ؟
لبلوغ مقاصد الإجابة عن هذا السؤال لابد من التعريج على مستويات تطور هذه المدينة العتيقة (القصر) عبر العصور التاريخية كما استطعت فهمها من خلال اطلاعي على عدد من المصادر والمظان الإخبارية.
وهكذا فقد تبدَّى لي –والله أعلم- بأن هذا التجمع العمراني قد مر في صيرورته التاريخية بأربع مراحل على الأقل، يمكن أن نستكشفها ونرصدها من خلال إعادة قراءتنا للمدونة الإخبارية (التاريخية) المتوفرة أو الحاصلة اليوم بين أدينا.
فما هي أبرز هذه المراحل التي مرَّ بها هذا التجمع (المدينة) العمراني العتيق؟ وما شواهد الأخبار المدونة التي تعزز لذلك؟ وكيف نستطيع اليوم تنظيم ترتيب قراءتنا لها؟ ومن ثمة إحداث مراجعات معرفية جذرية تخدم رهانات البحث بالمنطقة وآفاقه الرحبة؟
لقد مر –على ما يبدو- هذا التجمع العمراني القديم (المدينة العتيقة) من أربعة مراحل أساسية على الأقل، وهي على التوالي: مرحلة التجمع العمراني كمرفأ تجاري ورباط ديني، مرحلة التجمع العمراني كمدينة عتيقة، مرحلة التجمع العمراني كحامية عسكرية، مرحلة التجمع العمراني كقلعة حصينة.
وفيما يلي نعرض للقارئ الكريم أهم هذه المراحل الأربعة بنوع من الاقتضاب، لعلنا في القادم من الأيام نتوسع في ذلك.
المرحلة الأولى: تجمع آسا مركز (مرفأ) تجاري قديم ورباط جهادي مبكر
إن الناظر في أولى المصادر التاريخية والمظان والإخبارية القديمة يرى بأنها تتحدث عن وجود تعاملات تجارية امتدت إلى منطقة آسا مبكرا على يد القرطاجيين بفعل إغراءاتها الاقتصادية. حيث كانت تحتضن موسما يُعقَدُ على رأس كل سنة في هذا الاتجاه، يحُجُّ إليه ممتهنوا هذه المبادلات التجارية وممارسيها من السكان والمجموعات البشرية المجاورة؛ القريبة والبعيدة.
وفي هذا السياق تؤكد إحدى المصادر بأن “الفنيقيين تمكنوا من ربط علاقات تجارية مع الأهالي الذين كانوا يتوفرون على موسم سنوي يدعى (La Fête De Conge)”(2). وتسترسل أخرى فتضيف “مدينة آسا بباني الغربية شرق واد نون تعتبر الوريثة المباشرة لعيد الأكيال، حيث كان القرطاجنيون يتبادلون السلع”(3) بها مع السكان المحليين.
فوجود نشاط تجاري مهم يستقطب أهل الملاحة من الشعوب القديمة كالقرطاجيين إلى المنطقة دال على أن هذه الأخيرة كانت تعرف وجود تجمعات مستقرة وقائمة بها، وإلا كيف نفهم تعريجهم عليها وهي بمنأى عن بحر المحيط الأطلسي؟ فما الذي دعاهم أو قذف بهم إليها؟ وهل كانوا على معرفة مسبقة بهذه الناحية؟
إن هذا الاتصال المبكر للقرطاجيين بآسا لا شك يثير بالنسبة إلينا في هذا البحث الكثير من الأسئلة، خصوصا من جهة هاجس معرفة دواعي واعتبارات هذا النزوح، وما إذا كانت المنطقة في هذه المرحلة التاريخية المتقدمة قد عرفت فعلا استقرارا (تعميرا سكنيا/عمرانيا) أم لا؟
وبالعودة إلى مصدرين قديمين من المظان الإخبارية المبكرة (رحلتين) ينتميان إلى نفس الزمن التاريخي (القرن الخامس ما قبل الميلاد) يلفت انتباهنا إشارتين هامتين ساقهما على التوالي كل من الرحالتين حانون (Hannon)(4) وسيلاكس (Scylax)(5)، واللتين تفيدان بوجود منطقة عامرة ومقدسة(6) بمجالنا المدروس، بها تجمع بجبال عالية مليء بمجموعة من العناصر الإثيوبية القديمة(7) التي تلبس جلود الحيوانات، يوجد غير بعيد من المركز الذي أسسه القرطاجيون المسمى بـ “صِرْنَة” أو “سِرْنَه” أو “كِرْنَةْ” (Cerné)(8).
ونقطع دابر اللبس في هذا الشأن، وفي موضوع توغل الرحالة والقائد العسكري الأول (حانون) إلى المنطقة (آسا) حين نطالع التفاتة أخرى مقتضبة جاء في معرض حديثها “إلاَّ أن هذه الحيوانات اضمحلت أو هجرت شيئاً فشيئاً إلى الجنوب لأننا نجد “هانون” السافط القرطاجني يقول 475 سنة قبل الميلاد بأنه شاهد عدداً كبيراً من الأفيال ومن الحيوانات وحشية أخرى عظيمة، وذلك لما أرسى بمصب نهر درعة فاستطاعت مراكبه أن تصعد مجراه إلى مدينة آسة”(9).
فالراجح –والله أعلم في اعتقادنا- وانطلاقا مما استشفيناه من مجموع تلك الإشارات المتناثرة التي تتحدث عن هذه المرحلة، أن هذه المنطقة قد كان بها تجمع بشري سابق ومستقر يرابط على ضفة النهر أو بمحيط جبله، لأن بعض تلك المصادر –خاصة رحلة حانون- ذكرت أن أولئك القرطاجيين قد اعترض سبيلهم السكان فـ “رمونا بالحجارة وحاربونا، ومنعونا من النزول من سفننا”(10)، وبجانب هذا التجمع لا محالة كان يقام ملتقى (موسما) تجاريا سنويا تخطّى الشهرة المحلية والجهوية. فما لبث أن أخذ يشكل مركزا (مرفأ ومحطة) من مراكز أو مرافئ التجارة العابرة للحدود التي تستقطب شعوب ورواد هذه النشاط الذي طوّرت لاحقا مبادلاته هذا التجمع محليًّا، فجعلته يتوسع في دينامية العمران، ويشجع على الاستيطان والتمركز السكني به. خصوصا إذا علمنا بأن هؤلاء القرطاجيين قد أحدثوا(11) به موعدا “حفلة” أو “عيد” لـ “الموازين” أو “الأكيال”(12) يضرب على رأس كل سنة.
وقد تكون هذه الدينامية الاقتصادية المتولدة عن هذه الاحتفالية السنوية، قد أسهمت في تطوير نشاط حركة التعمير وتوسيع دائرته، إن لم يكن قد كان قائما قبلها في حدود “سكنية” معينة. وزاد على ما يبدو من حجم استقراره وترسيخه الجانب الديني/العقدي الذي اصطبغ بطابعه، وذلك اعتبارا لكون هذا الموعد التجاري السنوي ظل يؤطره “اعتقاد ديني” تدرج عبر الزمن التاريخي، إذ مثل في البداية “احتفالا بالكونج”(13) أي “عيد الأكيال” أو “حفلة الموازين”، ثم لاحقا “احتفالا بالصفح”(14) أي “عيد الغفران”، وانتهاءً بـ “احتفال المولود”(15) أي “عيد المولد النبوي الشريف”.
فهذا المسار التطوري المحكوم باعتبارات ملل وديانات الشعوب والأمم يستضمر في حد ذاته جانبا لا يقل أهمية عن مستويات تطوره من الناحية الاقتصادية التي منحت للتمركز السكني (العمراني) خصوصيته الإشعاعية. «فمن خلال هاتين الإشارتين(16) -اللتين ذكرتهما بعض المصادر التاريخية- يتبدى بوضوح شاهد حضور الطابع الديني أو المسحة العقائدية في تأطير احتفاليته سنويّاً بهذه البلدة القديمة من جهة، وكذا طبيعة التطورات التي شهدها مساره -ووسمته بهذه الأمارات- من هذه الناحية، والتي ظل وراءها عامل “الصراع الديني/العقدي” و”هواجس الهيمنة” على الموسم ونشاطاته الاقتصادية (التجارية) وغيرها بين الطوائف ومعتنقي الديانات والملل المختلفة من جهة ثانية»(17).
ولا نستبعد أن يكون امتداد الإسلام إلى المنطقة في القرون الهجرية الأولى منذ العهد النُّصَيْرِي على الأقل(18)، قد جعل هذا المركز يطلع بدور كبير من حيث نشر الدعوة وتصدير الجهاد أو انطلاق حملاته في اتجاه المناحي المجاورة للمنطقة بدرعة العليا وشمال نون (سوس)، وبالصحراء وجهاتها الجنوبية الغربية حذو تندوف والأحواز الشنقيطية(19). قبل أن يُرسَى به “رباط جهادي” مبكر أثمر عن تبلور «دار للإسلام والخير محليّاً بحسب ما يستفاد من أخبار بعض الوثائق المحلية. انبرى فيها بعض الدعاة لرعاية أحكام الشريعة، وبيان مقاصد الرسالة، وتلقين معارفها الشرعية ومتمماتها مما كان ضروريّاً حينها، أو تفرضه الحاجة إذّذاك»(20).
ولا نستبعد في هذا الاتجاه أثر حركة المرابطين على مجرى الأحداث التاريخية بالمنطقة خصوصا فيما يتعلق بانتظام الدعوة(21)، ورجالاتها، وصلحائها(22)، وانسياب دينامية صنيع حركة عهودها التي جعلت منها محورا استراتيجيا لا يقل أهمية عن باقي المحاور والمراكز والرباطات، خاصة إذا علمنا أن “طريق اللمتوني” و”اللميتيني”(23) غير بعيد من مركز آسا الذي يحتمل أنه هو «الطريق الذي سلكه الأمير [أبو بكر بن عمر](24) في طريقه إلى التوارگ والسودان»(25)، والذي «يمر من الفيرصية(26)، وعين ابن تيلي، وبير أم غراين، وتورين، وبير الطالب، وجرايف»(27).
شيوع إطلاق “المركز” على المنطقة أخذ يتوسع في الدلالة لاحقا بعد أن طارت شهرتها في الصلاح والولاية بفعل إرث زاويتها الدينية العتيقة وأدوارها المختلفة، الجهادية وغيرها، حتى سارت تُعرفُ بـ “مركز اجتماع الصلحاء”(28)، أو “مجمع الصالحين” أو ملگى الصالحين” وديوانهم(29). فكيف تكون إذن -بعد كل هذا- كذلك؟ إن لم تكن قَبْلًا مركزًا للأحياء ولدينامية الاستيطان وتعميرهم؟
المرحلة الثالثة: تجمع آسا حامية عسكرية
تطالعنا بعض المصادر التاريخية على مستوى أخر من المستويات التي نفهم من خلالها تطور دينامية التعمير بهذا المرفأ وسياقاتها السياسية والأمنية العامة المؤطرة له، إذ تحدثنا في هذا الاتجاه عن تأسيس حامية عسكرية خاصة لتأمينه وضمان حماية المستقرين به مما يتعرضون له من غارات وهجمات بين الفينة والأخرى، وما كان يرافق ذلك من إجراءات تعسفية ترهق كاهلهم (إتاوات كبيرة)، حيث يشير في هذا المقام مارمول كربخال إلى أنه قد نزل به واليا “عينه ملك مراكش ووضع تحت تصرفه حامية للسهر على سلامة السكان وحمايتهم من هجمات الأعراب الذين كانوا من قبل يفرضون عليهم إتاوة هامة”(30).
وهو ما نفهم بموجبه أن التجمع العمراني (المركز) قد انتقل بهذا الإجراء أو القرار السياسي والأمني إلى مستوى “الحامية العسكرية” بعدما كان “مركزا تجاريا واقتصاديا واجتماعيا” غير مؤمن ولا محمي. وبهذا سارت “ترابط [به] وحدات عسكرية تتألف من الفرسان والمشاة، مهمتها التصدي لأعراب الصحراء المعروفين بالزرقان”(31).
وبذلك يبدو لنا من خلال هذه الإشارات التاريخية أن ثمة ظروف خاصة كان يعيشها هذا المرفأ (المركز السكاني) ناجمة عن التهديدات المستمرة لبعض المجموعات البشرية المجاورة (الأعراب) التي تمتد سلطتهم إليه فيسلبون الأهالي أموالهم وتجارتهم ويرغمونهم على أداء بعض المغارم وتسديد بعض الضرائب والإتاوات….
ولئن كنا قدر استفرغنا الوسع وبذلنا جهدا كبيرا من البحث والتحري في سبيل بلوغ وثيقة ما أو تحصيل مراسلة محلية من شأنها أن تمدنا بإفادة أخبار تتعلق بجانب من ملابسات هذا الموضوع فإننا للأسف الشديد لم نعثر لحد الساعة على أي شيء في هذا الاتجاه، إلا أننا لا نغنط في القادم من سنوات عمر البحث والنبش والتنقيب بخصوص الموضوع من أن ترفع الأيدي عن وثائق بعض الخزائن المحلية الخاصة لعلها تكون قابضة على بعض ما يفيد في هذا الجانب أو غيره.
بيد أن عبارة “الأعراب والزرقان”(32) قد تكون دالة على تلك المجموعات البدوية الصنهاجية (الطوارق) التي حتما كان امتدادها للمجال قائما باعتباره جزءًا من مواطن استقرارها المجاورة ونفوذها الترابي (صحراء الملثمين)(33).
وبالعودة إلى إحدى الوثائق التي تحصَّلتُ عليها مؤخرا (ثلاث صفحات تنقصها واحدة) والتي تتعلق بموضوع نسب بعض العشائر القبلية المكونة للفيف القبلي لأيتوسى، كتبها أحد رجالات العلم من أصول جاكانية (قبيلة تجكانت) رحمه الله(34)، والتي جاء فيها بالحرف «أما سيدنا موسى بن نصير قدم إلى مدينة أسا، بعد ما قدم من جهاده من بلاد الأندلس، ومن أسا قدم لبلاد الشام، ومكث بها حتى صار إلى رحمة الله ومغفرته»(35).
فانطلاقا من هذه الإشارة التاريخية الهامة، نتوقف عند خبر جديد لم يكن الباحثون محليا ولا جهويا على اطلاع بالمعرفة به، وهو وصول الفاتح العظيم (موسى بن نصير) إلى المنطقة(36)، وقد استعمل الكاتب لفظة “قدم” بدلا عن لفظة “غزا” أو “فتح” كما هو مألوف في حديث المؤرخين عن الفتوحات الاسلامية، ولعل ذلك مؤشر على أن فتحها كان قبل ذلك (عهده)، خصوصا وأنه لم يحدثنا عن ما باشره فيها من إجراءات؟ ولا كم أمضى فيها من السنين؟ إلخ…
فهل كان هذا القدوم له ما يشجعه من ترتيبات قائمة أصلا بالمنطقة؟ حيث تجددت بموجبه الصلة من جديد في عهده؟ أو بعبارة أخرى هل كانت بأسا “حامية إسلامية”(37) أو “مركز إشعاع ودعوة” -على غرار ما كان معروفا في عهد الفتوحات- من صنيع فعل العهد السابق للفتح؟
لا شك أن تعميق البحث وتوسيع دائرة التحري والتنقيب في خزائن المنطقة قد يمدُّنا بالكثير من الإفادات التي حتما ستضيء بعض مناطق العتمة التي تلف تاريخ امتداد وانتشار الإسلام بهذه الناحية وغيرها من مناحي الصحراء المغمورة، ومراحل انسياب تدفق حركته ومساراتها، وما أقامه الفاتحون من تدابير في تحصين وحماية الدعوة والدعاة ونشر الشريعة الإسلامية وعلومها.
وبذلك يكون اختيار السلطان (ملك مراكش) –المشار إليه آنفا- بشأن موضوع “الحامية” لا يعدو أن يكون ترسما لذات المنهج (الخطة) الذي ابتدعه هذا الفاتح أو غيره من الفاتحين والدعاة الذين قذفت بهم إليها أقدار نشر الإسلام وتعاليمه، واستتباب الأمن والأمان فيها، والاطمئنان على استقراره بين عشائرها المختلفة بصفة عامة(38).
(يتبع…)
ـــــــــــالهوامش والحواشي: ـــــــــــــ
=====================

(1)- توصيف التجمع العمراني القديم لآسا بـ “القصر” لا يستقيم بالنسبة لي لاعتبارات دراسية عديدة تعضدها شواهد علمية وموضوعية كثيرة، فالاستعمال المفرد للفظ لا يتماشى مع حاصل ما هو قائم في الوثائق المحلية، إذ كيف يمكن أن نسمّي “التجمع العمراني” بلفظ “القصر” الدّال على “الإفراد”، وهو يضم “مجموعة من القصور” المعلومة والمذكورة في النصوص الإخبارية المكتوبة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: قصر الرحالين، وقصر بني نجيت، وقصر بني مليل، وقصر بني يعقوب إلخ… انتظر ملحق الوثائق الذي سنعزز به تالي هذه السلسلة (الوثيقة 1 الرمز: S-22-2008، والوثيقة 2 الرمز: S-23-2008، والوثيقة 3 الرمز: S-8-2010)
(2) -F. De La Cappelle: Les Tekna Du Sud Marocain, Etude Géographique, Historique, Sociologique, Paris, Bulton De L’Afrique Française, 1939, p: 31
(3)- مصطفى ناعيمي: الصحراء من خلال بلاد تكنة، تاريخ العلاقات التجارية والسياسية، منشورات عكاظ، الطبعة الأولى 1988، ص 44
(4)- راجع الفقرات الثامنة (8) والتاسعة (9) والعاشرة (10) من رحلة حانون التي يتحدث فيها عن منعطفات محطات رحلته ومشاهداته الميدانية بهذا الطرف من المنطقة.
(5)- راجع نص رحلة سيلاكس وحديث مشاهداته إبان بلوغه لهذه الناحية، والذي مما جاء فيه في هذا السياق قوله: «ثم نجد بعد مغارة رأس سولويس (soloies) نهرا يسمى كسيون (xion) يعيش بجانبه الاثيوبيون المقدسون، ويبدو في هذا الجوار جزيرة تعرف باسم سرني«. انظر: رحلة الرحالة (Periple De Scylax)، ص: 19 وأيضا المصطفى مولاي رشيد: المغرب الأقصى عند الإغريق واللاتين، القرن السادس ق.م، القرن السابع ب.م، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1993، ص: 16
(6)- Raymond Roget, le Maroc Chez Les Auteurs Anciens, Les Belles Lettres, Mélanges, Pari 1924, P: 19
(7)- J. Gattefossé: Juifs et Chrétiens Du Darda Avant L’Islam, Bulletin De La Société Préhistorique Du Maroc, SPM, 3e-4e tr, n° 3-4, 1935, P: 66
(8)- يقول الرحالة حانون في هذا الصدد: «وسافرنا لمدة يومين في اتجاه الجنوب على طول ساحل صحراوي، ثم يوم أخر نحو الشرق. وجدنا جزيرة صغيرة محيطها يعادل خمسة ملاعب على طرف خليج. أنشأنا مركز تجاري، وأسميناه: سِرْنِه«. انظر الفقرة الثامنة من نص الرحلة.
(9)- انظر: أوديت دوبويكودو، و ماريون سينونيس: فن الرسوم الصخرية بالصحراء المورية، تعريب: أحمد الأخضر، مجلة البحث العلمي، المعهد الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس، الرباط، العدد 36، السنة 1406هـ/1986م، ص: 42
(10)- انظر الفقرة التاسعة (09) من نص رحلة حانون.
(11)- إننا لا نعثر على أي إشارات تاريخية تتعلق بماضي هذا التجمع وملتقاه السنوي قبل تدفق القرطاجيين إليه، ومن ثمة لا نستطيع الجزم فيما إذا كانت المنطقة تنتظم فيها دورة الاتجار هاته سنويا أم لا؟ كما لا نعلم توصيفا سابقا لهذه الدورة السنوية غير “لافيت دو كونج”، التي نجهل محمولها الدلالي من الناحية الاقتصادية والعقدية (الدينية)؟ وهنا استعملنا عبارة “أحدثوا” اعتبارا لكون هذا التوصيف للموسم ارتبط بموضع صلة هؤلاء القرطاجيين بأهالي وشعوب المنطقة (الأثيوبيين)، لهذا نراه قرينا بهم.
(12)- انظر: تكنة بالجنوب المغربي: دراسة جغرافية وتاريخية وسوسيولوجية، تأليف: فريدريد دولا شابيل، ترجمة: مطيب مصطفى، بحث لنيل شهادة الإجازة في شعبة التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، السنة 1991-1992م، ص: 76
(13)- تشير مجموعة من المظان الإخبارية إلى هذا الاسم كأول توصيف تم إطلاقه أو اقترن به هذا الموعد التجاري/العقدي في مراحله التاريخية المبكرة، وكثيرة هي المصادر والمراجع التاريخية التي ألمعت إليه بذلك. راجع على سبيل المثال لا الحصر:
– المصطفى مولاي رشيد: المغرب الأقصى عند الإغريق واللاتين، القرن السادس ق.م، القرن السابع ب.م (م.س)، ص: 16
– مصطفى ناعيمي: معلمة المغرب، الجزء الثاني، مادة أسا، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، منشورات عكاظ، 1988، ص: 413
(14)- تذكر إحدى المظان الإخبارية الأجنبية إلى أنه أطلق على الموسم في المرحلة اللاحقة “عيد الصفح أو الغفران” (le grand pardon)، وأنه كان يتواصل انعقاده سنويا لمدة ثلاثة أيام. راجع:
– F. De La Cappelle: Les Tekna Du Sud Marocain (op.cit), P: 30
(15)- يطرد استعمال هذا التوصيف الأخير في الوثائق المحلية (المولود) بشكل لافت، وعلى الرغم من تداول مصطلح “أمكار” بين بعض الناس إلا أنه تداول شفهي لا أثر دال عليه مكتوب في تلك الوثائق. والراجح بالنسبة لي أن اتصاف الموعد السنوي هذا بـ “المولود” قد يكون من صنيع فعل عهد الأسلمة وإشعاع الزاوية الدينية لآسا. المرجع: تسعة وثائق محلية بحوزة الباحث ورد فيها كلها اصطلاح المولود كتوصيف للموسم (رمز الملف: S-M-1-2016). بيد أنه في تالي السنوات الأخيرة توسَّمَ بتوصيف أخر له أصالته التاريخية في منطوق النصوص التاريخية والوثائق والروايات الشفهية المطردة، والذي هو “مجمع الصالحين’ أو “ملگى الصالحين”. ويكفي اللبيب النبيه أن يعلم بأن ثمة بقلب القصر مكان يسمى بهذا الاسم قديما (مجمع الصالحين) يوجد بحيّز مُلكِ بني باحمان العقاري، وكان يجتمع فيه سنويا أيضا ممارسي طقس “يا الله يا رحمان” الخاص بالاستمطار. والاستعمال هذا ورد أيضا في أبحاث أجنبية (فرنسية وإسبانية) بصيغ مختلفة دالة على المقصود الدلالي نفسه: “اجتماع الصلحاء” (انظر فريدريك دولا شابيل: ص: 101) إلخ… وسنفرد –إن شاء الله- لاحقا حيزا من الحديث عن هذا الموضوع في حلقة مستقلة من حلقات هذه السلسلة الدراسية المتواضعة.
(16)- سويدي تمكليت وعبد القادر انزيض وسعيد ريش وحافيظ الأسوي: مَوسم زاوية آسا… تاريخٌ يحملُ نبراسا (مَلْگَى اَلصَّالِحِين)، منشورات مركز الصحراء للدراسات والأبحاث الميدانية، مدينة آسا، الطبعة الأولى نونبر 2016، ص: 25
(17)- المرجع نفسه، ص: 25
(18)- نومئ هنا إلى إشارة وقفنا عليها في مخطوطة محلية تتعلق بموضوع أنساب قبائل أيتوسى، والتي جاء في معرضها بالحرف «أما سيدنا موسى بن نصير قدم إلى مدينة أسا، بعد ما قدم من جهاده من بلاد الأندلس». نسخة مصورة بحوزة الباحث قيد التحقيق والتخريج.
(19)- تلفت انتباهنا بعض المصادر التاريخية التي تحدثت عن مسارات الدعوة والفتح الإسلامي بالصحراء إلى أخبار تشير إلى انسياب حركة الفاتحين والمرابطين عبر خطٍّ بَرِّيٍّ غير بعيد من بادية هذه المنطقة (آسا) الجنوبية. للاستزادة أكثر راجع بهذا الخصوص على التوالي: محمد الغربي: الساقية الحمراء ووادي الذهب (م.س)، ص: 205 عز الدين عمر موسى: دراسات إسلامية غرب إفريقية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 1424هـ/2003م، ص: 19 وأبو عبيد عبد الله البكري: المسالك والممالك (م.س)، تحقيق: سعد غراب، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة 1992م، ص: 847 و854
(20)- سويدي تمكليت وعبد القادر انزيض وسعيد ريش وحافيظ الأسوي: مَوسم زاوية آسا… تاريخٌ يحملُ نبراسا (م.س)، ص: 09 و10
(21)- ومن ذلك ما أشارت إليه بعض المصادر التاريخية بشأن حوادث تولِّي يحيى بن عمر اللمتوني (اقترحه عبد الله بن ياسين) للحكم بعد يحيى بن إبراهيم، وحملاته الكبرى التي قام بها في عدد من المناحي التي «فتح كثيراً منها، ودخل بلاد درعة وسجلماسة وانصرف الى الصحراء. فلما توفي ‘يحيى بن عمر’ في بعض غزواته، خَلَّفَهُ ‘أبو بكر بن عمر اللمتوني’ فغزا بلاد السوس والمصامدة (…) ثم سار حتى انتهى إلى بلاد السوس فغزا جزولة من قبائلها وفتح مدينة ماسة وتارودانت» إلخ… راجع: أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري: الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، ومحمد الناصري، الجزء الثاني، دار الكتاب، الدار البيضاء 1418هـ/1997م. ص: 14
(22)- راجع: إدموند دوتي: الصلحاء، مدونات عن الإسلام المغاربي خلال القرن التاسع عشر، ترجمة: محمد ناجي بن عمر، مطابع أفريقيا الشرق، المغرب، الطبعة الأولى 2014 ص: 52
(23)- اللمتوني واللميتيني علمين على طريقين بريّين بناحية المنطقة على مقربة من الزاك، يقطعان أمزريگة في اتجاه لحمادة نحو الفرسية وما وراءها غربا، وبحوالي 76 كلم2 عن مركز أسا. ومازالت أخاديد مرور الخيول بها محفورة في الأرض بعمق نصف متر ونيف تقريبا، يزعم رواة المنطقة أنها كانت طريقا للمرابطين وحركتهم وقوافل التجارة في عصور مضت. وتروي بعض الروايات بأن طريق “اللمتوني” كانت تسير فيها ذكور الخيل، وطريق “اللميتيني” تسير بها إناث الخيل (استجوابات ميدانية أجراها الباحث في صائفة 2008).
(24)- وهو المشهور بـ “أمير الحق” في المخطوطات الموريتانية، انفصل بالجناح الصحراوي للدولة المرابطية، وحارب الوثنيين السودانيين وغيرهم، فدوّخ مرابضهم وأثخن فيهم، توفي رحمه الله سنة 480هـ/1087م، فخلفه ابنه محمد. للمزيد من الاطلاع راجع على التوالي: حماه الله ولد السالم: موريتانيا في الذاكرة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الأولى 2005، ص: 58 وأبو عبد الله محمد (ابن عذاري المراكشي): البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق: إحسان عباس، الجزء الرابع، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الثالثة 1983م ص: 08 و09
(25)- محمد الغربي: الساقية الحمراء ووادي الذهب (م.س)، ص: 205
(26)- وقع الباحث “محمد الغربي” في تصحيف رسم أعلام هذه الأماكن أو المواضع، فعوض أن يكتب “أَلْفَرْسِيَّة” أو “لَفْرَيْسِيَّة” للتصغير كتب “الفيرصية”، وبدلا عن رسم “عَينْ بَنْتِيلِي” على هذا النحو المطرد كتبها هكذا “عين ابن تيلي”، والحال نفسه ينطبق على “بِيرْ أَمْ أَگْرَيْن” التي تكتب بكاف معقودة، رسمها الباحث محرفة على هذا الوجه “بير أم غراين” إلخ…
(27)- محمد الغربي: الساقية الحمراء ووادي الذهب (م.س)، ص: 205
(28)- انظر على التوالي:
– F. De La Chapelle: Les Tekna du Sud Marocain: Etude géographique, historique et sociologique, Bulletin du comité de l’Afrique Française, 1930, p: 101
– Domenech Lafuente: Portuguesas En La Zona Sur Marroqui, Africa, Num 56-57, Agosto-Septiembre 1946, P: 370
(29)- ستخصَّصُ حلقة خاصة –إن شاء الله- لتفصيل القول والخبر التاريخي حول هذا الموضوع لرفع كل الالتباسات المرتبطة بشأنه، وذلك تعميماً للفائدة “العلمية” بعيدا عن تجاذبات “الأهواء” و”المزايدات” التي ابتلي بها البعض.
(30)- مارمول كربخال، إفريقيا، الجزء الأول، ترجمة: محمد حجي ومحمد زنيبر ومحمد لخضر وأحمد توفيق وأحمد بن جلون، مطبعة المعارف الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1984م، ص: 141
(31)- راجع المصدر نفسه، ص: 141
(32)- سبق وأن ألمعت مصادر تاريخية ومظان إخبارية إلى أن هذا مجال آسا الجغرافي -باعتباره باب الدخول إلى نوميديا من هذه الجهة- كانت به وتمتد إليه «أعراب البرابيش والأودية وصنهاجة». انظر: مارمول كربخال، إفريقيا، الجزء الأول (م.س)، ص: 141
(33)- راجع الناني ولد الحسين: صحراء الملثمين: دراسة لتاريخ موريتانيا وتفاعلها مع محيطها الإقليمي خلال العصر الوسيط من منتصف القرن 2هـ/8م إلى نهاية القرن 5هـ/11م، دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2007م، ص: 04 و10
(34)- بلغنا هذه المخطوطة النفيسة بإحدى الخزائن المغمورة بالمنطقة، وهي تقع على ما يبدو في أربع صفحات (حصلنا على ثلاث صفحات منها فقط)، لعلها مختصر مخطوط لمشجرات أنساب بعض قبائل هذا اللفيف، بالنظر إلى طبيعة الإحالات التي أحال إليها كاتبها في مواضع منها. ونحن نجري تحقيقا وتخريجا لها لعل فائدتها العلمية تعمُّ الجميع، خصوصا وأنها ذهبت مذاهب مختلفة عمّا بثه وساقه بعض الضباط الفرنسيين الذين أساؤوا كثيرا لشرف وعِرضِ هذه المجموعات القبلية، والتي تلقف تقاريرهم للأسف بدون أخذ ما يلزم من المحاذير بعض “العرابين الجدد” من باحثينا المحليين.
(35)- مكتوب مخطوط في أنساب قبائل أيتوسى، نسخة مصورة بحوزة الباحث قيد التحقيق والتخريج (المخطوطة 1 الرمز: S-T-13-2019).
(36)- إن غزوة وانسياب حركة موسى ابن نصير إلى السوس الأدنى ودرعة قد كانت من خلال ما يطرد في المصادر التاريخية في حدود سنة85 هجرية/704 ميلادية حسب ابن عذاري. غير أن الباحث عبد الله العروي يذكر إلى أن هذا الفاتح لم يعد حملته هاته التي انتهت بفتح الأندلس إلا خلال سنة 91 هجرية/709 ميلادية. ولعل هذا الأمر المتعلق بتضارب الروايات التاريخية هو ما دفع بالباحث الناني ولد الحسين ينزع إلى القول بأن موسى بن نصير هذا قد امتد فتحه إلى المناطق الصحراوية وكافة أرجاء المغرب الأقصى خلال الفترة ما بين سنتي 705م و709م”. وبذلك ففي هذا التاريخ قد يكون الفاتح إذن بلغ هذا الطرف من المجال المدروس (أسا) والله أعلم. راجع: أبو عبد الله محمد ابن عذاري المراكشي،: البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق: إحسان عباس، الجزء الأول، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الثالثة 1983م، ص: 41، وعبد الله العروي: مجمل تاريخ المغرب، المركز الثقافي العربي، الجزء الأول، الدار البيضاء، الطبعة الرابعة 1994م، ص: 125، والناني ولد الحسين: صحراء الملثمين (م.س)، ص: 337 و338
(37)- لا بد من التأكيد أن الفتح الإسلامي للصحراء وأطرافها قد مر على ما يبدو لي من خلال مرحلتين أساسيتين؛ هما: مرحلة فتح عرب الحاميات، ومرحلة فتح عرب الآحاد… للمزيد من الاطلاع راجع أطروحتنا لنيل شهادة الدكتوراه التي توسعت في ذلك: سويدي تمكليت: الحركة اللغوية بالصحراء: مجالاتها وأساطينها، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، نوقشت عام 2016م.
(38)- ليس غريبا في مدلول هذا المعنى أن نجد في بعض الوثائق والمظان الإخبارية ذلك التوصيف الشائع عنها، والذي مؤداه أن المنطقة أخذت من التسميات التاريخية نعت “بلاد الأمان”. فهل هذا الإطلاق الاصطلاحي يستمد حرارته الدلالية –تاريخيا وحضاريا- من المرحلة المذكورة (حامية المرابطة) في صلتها بدينامية “حاصل واقع” تطور حركة تعمير هذا التجمع (المرفأ/مركز أسا)؟ انظر الوثيقة رقم 4، الرمز: S-27-2008، ووجب التنبيه هنا إلى ورود أيضا هذا الاسم في أبحاث ودراسات عديدة، إلى جانب مخطوطة أخرى توسم بـ “سلسلة الأنوار” المتداولة بالمنطقة (المخطوطة 2 الرمز: S-X-13-2013)، غير أني أتحفظ كثيرا حولها، رغم أن أحد الباحثين تولى طبعها -في إحدى منشورات مركزه- دون احترام ميكانيزمات التحقيق وقواعد التخريج في التعامل معها؛ كتحقيق نسبتها، وضبط متنها ومدى صحته، ومقابلتها مع باقي النسخ الأخرى المتواجدة، وكذا الوقوف عند ما يعتريها من عيوب في اللغة، وتباين في أسلوب فقراتها (الدال على تعدد كتابها)، فضلا عن ما يَسِمها من غياب “لعنوان” ينسجم مع ما يشاع عنها، و”لاسم” المؤلف والناسخ في ذيلها وصلتها بالعلم النكرة “البربوشي الإنجيتي”؟؟. وبذلك أقول: إن هذه الوثيقة/المخطوطة موضوعة ومفبركة، ولا أساس لها من الصحة، ويتعيّن على الباحثين في القادم من الأيام مراجعة كل ما يتعلق بها.
®®حقوق البحث والملكية الفكرية محفوظة®®

ADS TOP

التعليقات مغلقة.